
حميد فخمي –
لعل الجميع معترف بإشكال حقيقي يعيق الديمقراطية ببلدنا، عزوف الشباب بل عدد كبير من المواطنين عن الخوض في الحياة العامة، على أساس أن السياسيين كذابون أصحاب مصالح لا يطرقون أبواب الشعب إلا لإجتثات أصواتهم كل خمس سنين، لقضاء مآربهم وتمتين علاقاتهم وتوسيع مشاريعهم، ولا يكثرون لهموم الناخبين ومعاناتهم أبدا بعد ذلك.
وهو كذلك، وهم كذلك في رأيي،
لكنني أظن أنه حق أريد به باطل، والباطل أن نظن أن السياسة كذب، وأن نبتعد عن المساهمة في تسيير شؤوننا، لنترك الفرصة سانحة لكل هؤلاء الإنتهازيين والمصلحيين.
من هنا أتسائل، كيف سيطر أصحاب رؤوس الأموال على الحياة السياسية ودجنوها لخدمة مصالحهم، رغم أنهم لا يحسنون صنعا ولا يفقهون حديثا؟
لقد كره عموم الشعب كل ما هو سياسي ولم يعد على هذه الأرض ما يستحق الحياة، عكس ما قال محمود درويش.
كيف لنا أن نقنع آلاف العاطلين على إحتضان الأمل؟
إن كان هؤلاء السياسيون لا يتذكرون وجوهنا بعد إنتهاء مراسيم الإنتخاب؟
هؤلاء البرلمانيون الذين وصلت أطماعهم لحلويات الإفتتاح، ألم نصنعهم بجهلنا وتهافتنا وعزوفنا؟
كيف يمكن تخليص السياسة من كل هؤلاء البراغيث التي تمتص شرايين الأمة؟
أظن أن الخوض في أمور السياسة وولوط البرلمان وتسيير الجماعات أن يخوض غماره كل الشعب، وأنه لا بد من المشاركة بنزاهة.
عذراً التعليقات مغلقة