انطلاق محاكمة المتورطين في أحداث تارودانت وسط أجواء حزينة

Khatib mohamed6 أكتوبر 2025
انطلاق محاكمة المتورطين في أحداث تارودانت وسط أجواء حزينة

 

عبدالله خباز

انطلقت اليوم بمدينة تارودانت أولى جلسات محاكمة المعتقلين المتورطين في أحداث الشغب و التخريب التي رافقت الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المدينة ، على غرار ما شهدته مدن مغربية أخرى في ما بات يعرف باحتجاجات “جيل Z” .
و منذ الساعات الأولى من الصباح ، خيم على محيط المحكمة الابتدائية جو ثقيل من الحزن و القلق ، حيث توافدت عشرات الأسر ، أمهات و آباء و إخوة ، يتقاسمون الصمت و الدموع و الدعوات . مشهد مؤلم تختلط فيه الحسرة بالرجاء ، و الذهول بالأمل ، و كأن المدينة بأكملها تحبس أنفاسها في انتظار ما ستقرره العدالة في حق أبنائها .

و بحسب معطيات دقيقة حصلت عليها الجريدة ، فقد قدمت الشرطة القضائية بتارودانت ، يوم السبت 4 أكتوبر الجاري ، أمام النيابة العامة ، ما مجموعه 74 شخصا من المشتبه في تورطهم في أعمال الشغب و العنف ، حيث استمرت مسطرة التقديم من الصباح إلى قرابة منتصف الليل ، و قد قررت متابعة 19 متهما راشدا في حالة اعتقال ، و الباقين في حالة سراح ، فيما تمت إحالة 26 قاصرا على السيد قاضي الأحداث ، الذي قرر متابعة 7 منهم في حالة اعتقال ، و الباقين في حالة سراح .

أمام أسوار المحكمة ، وقف الجميع في ترقب كبير و صمت عميق ، عيون الأمهات شاخصة نحو البوابة تنتظر خروج محامي أو صدور خبر مطمئن ، و الآباء يطالعون الوجوه بقلق يخنق الكلمات . لا أحد يعرف ما الذي ستسفر عنه هذه المحاكمات ، لكن الجميع يشترك في إحساس واحد : الخوف على الأبناء و الرجاء في العدالة و الرحمة .

تارودانت ، المدينة الهادئة التي طالما عُرفت بأصالتها و دفء أهلها ، وجدت نفسها أمام لحظة استثنائية تختبر صبرها و وعيها الجماعي . لحظة تختزل مأساة جيل اندفع بحماس غير محسوب نحو المجهول ، فكان الثمن باهظا .
هي محاكمات لا تحاسب الأفراد فحسب ، بل تطرح أسئلة عميقة حول غياب الوعي القانوني ، و دور الأسرة و المدرسة و المجتمع في حماية الشباب من الانزلاق نحو الفوضى .

و في نهاية اليوم الأول من المحاكمات ، بقيت العيون دامعة و القلوب معلقة ، في انتظار ما ستنطق به العدالة في الأيام المقبلة . و بين أمل الأمهات ، و حسرة الآباء ، و صمت المدينة ، يظل الدرس الأكبر أن الحرية مسؤولية ، و أن الغضب حين ينفلت من الوعي قد يزرع الألم في بيوت بريئة لسنوات طويلة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة